أعلنت عضوة الكونغرس الأميركي، آنا بولينا لونا، عن تحركها لتحديد الأميركيين الأثرياء الذين يُزعم أنهم دفعوا مبالغ كبيرة خلال تسعينيات القرن الماضي لفتح النار على المدنيين أثناء حصار سراييفو.

تقوم النيابة العامة في ميلانو بإيطاليا بالتحقيق في مزاعم تفيد بأن متطرفين يمينيين وهواة أسلحة من إيطاليا والولايات المتحدة وروسيا توجهوا إلى صربيا خلال تسعينيات القرن الماضي، وقدموا أموالاً للقوات الصربية فيما أُطلق عليه "سياحة الحرب" لفتح النار على المدنيين في سراييفو.

ووفقاً لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، فإن المشاركين الأجانب دفعوا ما بين 80 و100 ألف يورو لهذه الجولة، وكان هناك ما يُسمى بـ"قائمة أسعار" تختلف بحسب الهدف.

وقالت عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، آنا بولينا لونا، عبر حسابها في "X": "إطلاق النار على المدنيين، بما في ذلك الأطفال، مقابل المال هو شر لا يمكن للبشرية قبوله. إذا تورط أي أميركي في ذلك، فيجب محاسبته. لقد تواصلت مع القنصلية الأميركية والسفارة الإيطالية وبدأت تحقيقاً."

وأشارت لونا، المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى أن السلطات الإيطالية والبوسنية ستشارك كل المعلومات المتعلقة بالأميركيين المتورطين.

من جهتها، قالت رئيسة بلدية سراييفو السابقة بنجامينا كاريتش لوكالة أنسا: "هناك فريق كبير يعمل على الكشف عن هذه الشكاوى".

وأضاف الصحفي، إزيو غافازيني، لصحيفة لا ريبوبليكا أن الأطفال كانوا أغلى الأهداف، ويتابعهم رجال يرتدون زيّاً عسكرياً، في حين كانت النساء أقل تكلفة، وكبار السن يمكن قتلهم مجاناً.

ويستعد المحققون الإيطاليون لتحديد المواطنين الإيطاليين الذين شاركوا في هذه الرحلات، والتي يُزعم تنظيمها من مدينة ترييستي، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والنية.

وكان جندي مشاة البحرية الأميركي السابق جون جوردان، الذي أدلى بشهادته أمام محكمة يوغوسلافيا السابقة الدولية عام 2007، قد أكد وجود سياح أجانب أطلقوا النار على المدنيين في سراييفو للمتعة.

يُذكر أن حصار سراييفو بين عامي 1992 و1996 سجل كأطول حصار في التاريخ الحديث لأوروبا، وأسفر عن مقتل أكثر من 11.500 شخص. (İLKHA)